يربط الأطباء تناقص عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا من بلد وآخر بمستوى وعي المواطنين والتزامهم بالإجراءات الوقائية التي دعت إليها منظمة الصحة العالمية، مؤكدين أن أي تهاون في هذه المرحلة سيعيد قوة الفيروس القاتل والمتحول إلى ما كانت عليه لقدرته السريعة على الإنتشار مما يزيد من عدد الوفيات خصوصا بالدول التي تعاني منظوماتها الصحية عدة اختلالات.
الرئيس الأمريكي يعترف: عدد المتوفين بفيروس كورونا تجاوز عدد قتلى الأمريكيين في الحربين العالميتين وحرب فيتنام
اعترف أمس الرئيس الأمريكي جو بايدن في خطاب حزين أن عدد الوفيات جراء انتشار فيروس كورونا في عام واحد تجاوز عدد القتلى الأمريكيين في الحربين العالميتين وحرب فيتنام، ووصف ذلك بالأمر المفجع.
ومن جهته، كشف أنتوني فاوتشي كبير مستشاري بايدن للأمراض المعدية في مقابلة مع رويترز أمس الاثنين “هذا هو أسوأ شيء حدث لهذا البلد فيما يتعلق بصحة الأمة منذ أكثر من 100 عام”، مضيفا أن الناس سيتحدثون بعد عقود من الآن عن “ذلك العام الرهيب 2020 وربما 2021″، مشددا في مقابلته مع رويترز أن الانقسامات السياسية ساهمت بشكل كبير في هذا العدد من الوفيات في الولايات المتحدة.
و اعتبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنه “يتعين على الناس التعايش مع فيروس كورونا على المدى الطويل، مثلما يفعلون تماما مع الإنفلونزا في ظل توافر لقاح”.
وقد أثار إعادة السلطات فتح المدارس ودور الحضانة بألمانيا بعد إغلاق دام شهرين مخاوف في أوساط المواطنين من حدوث موجة ثالثة لانتشار الفيروس، في وقت تجاوز فيه عدد الوفيات 512 ألف بأمريكا، فيما أشارت وزارة الصحة الإيطالية يوم أمس في تقريرها اليومي إلى أن إجمالي عدد الوفيات جراء الفيروس في البلاد وصل إلى 95992، فيما وصل إجمالي عدد الإصابات إلى 2818863.
ونقلا عن وكالات أنباء عالمية، فقد أوضح رئيس وكالة الأدوية الإيطالية “Aifa” جورجو بالوه، في 16 فيفري الحالي: “إذا حصر الفيروس خلال الشهرين إلى الثلاثة أشهر القادمة فربما سنخرج من نطاق تهديده”. مضيفا “يجب التحلي بالإيمان والتركيز على التطعيم والصبر بضعة أسابيع أخرى، قبل تخفيف القيود وإجراءات إعادة الفتح”.
مسيرات حاشدة للجزائريين وإشادة بالسلمية وصمت رهيب عن انتشار فيروس كورونا القاتل !
تركزت الأحاديث في الجزائر يوم أمس عن خروج مسيرات بأعداد متفاوتة، خصوصا بالعاصمة في الذكرى الثانية للإحتفال بالحراك الشعبي، وركز المعارضون في الخارج تحديدا عن هذا الانتصار للشعب الجزائري في إصراره على التغيير، إلا أن المتتبعين في باقي دول العالم كانوا جد مندهشين مما يحدث في الجزائر، بعد أن فرضت هذه الدول قيودا كبيرة لوضع حد للتجمعات الشعبية البسيطة تفاديا لانتشار فيروس كورونا، خصوصا مع انتشار فيروسات متحولة أشد خطرا وفتكا.
ويبدو أن التحليلات ” العاطفية ” جدا في متابعة ما حصل يوم أمس، خاصة بالعاصمة، أين تجمع الآلاف من المواطنين، خاصة وأن فيروس كورونا منتشر بها، يدفع إلى التساؤل عمّن يتحمل المسؤولية في حال عاد فيروس كورونا بقوة وانتشر في الجزائر بسبب قرارات ” أنانية ” للبعض، وتحريض معارضي الخارج الذين يرون في انتشار الفيروس من جديد بحدة أكبر هدفا للتأكيد على عجز السلطة في مواجهته وانتصارهم عليها في تهييج الشارع.
ويقر المتتبعين أن أغلب الدول عالميا، بما في ذلك التي تملك منظومات صحية قوية قد كشفت عن
صعوبة المواجهة بينها وبين فيروس ” كورونا ” بما في ذلك أمريكا، والتي اعترف رئيسها يوم أمس أن عدد قتلى فيروس كورونا في عام واحد تجاوز عدد القتلى الأمريكيين في الحربين العالميتين وحرب فيتنام، لذا اتخذت جملة من الإجراءات الصارمة للحد من التجمعات، والتزام الإجراءات الوقائية اللازمة.
وإن كان مسيرات المواطنين في الجزائر قد اتسمت بـ ” السلمية ” يوم أمس مثلما تحدث عنه الكثيرون، فإن إصرار فئة على نفي وجود فيروس كورونا أصلا، وتعريض آخرين لملايين الجزائريين لخطر قاتل، يطرح أكثر من تساؤل وعلامة استفهام، فكيف يتم منع التجمعات والمسيرات في أكبر الدول ديمقراطية بسبب انتشار الجائحة، في وقت يصر البعض على دعوة المواطنين إلى تنظيم مسيرات في هذا الظرف الصحي الخطير جدا والحساس.
الأكيد أن البعض سيرى في هذا المقال تخويفا للمواطنين لمنعهم من الخروج للشارع، إلا أن هذه الأفكار ستتلاشى بكل تأكيد في حال عاد فيروس كورونا إلى الانتشار بقوة أكبر، وهو ما نسعى إلى تفاديه عبر دق ناقوس الخطر قبل حدوث الكارثة !
أخبار دزاير: عبد القادر. ب